تعهد زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس الأربعاء، خلال قمتهم في واشنطن، بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 40 مليار يورو خلال العام المقبل لمساعدتها في الحرب مع روسيا، وأعربوا عن قلقهم. وحول علاقات الأخيرة مع الصين، معلنة عن جاهزية قاعدة دفاعية أميركية جديدة في شمال بولندا.
وجاء في بيان القمة “من خلال المساهمات المتناسبة، يعتزم الحلفاء ضمان تمويل أساسي بحد أدنى 40 مليار يورو خلال العام المقبل وتوفير مستويات مستدامة من المساعدة الأمنية لأوكرانيا لتحقيق الفوز”.
وقد تم التعهد بهذا الالتزام على أساس سنوي، وليس لعدة سنوات كما أراد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.
وقال ستولتنبرغ إن الدعم العسكري لأوكرانيا لن يجعل حلف شمال الأطلسي طرفا في الصراع، لكنه سيساعده في حماية حقه في الدفاع عن النفس، على حد وصفه.
الشركات في أوكرانيا
وفيما يتعلق بعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، ذكر زعماء الحلف في بيان أنهم سيواصلون دعمها نحو التكامل الأوروبي الأطلسي الكامل، بما في ذلك عضوية الناتو.
وأكد الحلف أن الدعوة للانضمام سيتم إرسالها إلى أوكرانيا بمجرد موافقة الحلفاء واستيفاء الشروط، وأكد دعمه الكامل لحق كييف في اختيار ترتيباتها الأمنية وتقرير مستقبلها دون تدخل خارجي.
وفيما يتعلق بمستقبلها في الحلف، أوضح البيان أن أوكرانيا اندمجت سياسيا مع حلف شمال الأطلسي.
القاعدة الأمريكية في بولندا
وأعلن الحلف أيضًا أنه يجري تجهيز قاعدة دفاع جوي أمريكية جديدة في شمال بولندا لمهمته، التي تركز على مراقبة واعتراض الهجمات الصاروخية الباليستية، كجزء من الدرع الصاروخي الأوسع للناتو.
وأوضح أن جاهزية القاعدة تعد خطوة مهمة للأمن عبر الأطلسي في مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله الصواريخ الباليستية.
اتهام للصين
وفي البيان الختامي بعد اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي أمس، اتهم الحلف الصين بلعب دور مركزي في مساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا، من خلال دعمها للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية.
وناشد الزعماء بكين وقف أي دعم مادي أو سياسي للمجهود الحربي الروسي، وأعربوا عن قلقهم بشأن العلاقات بين البلدين.
الصين ترد
وردا على بيان الناتو، دعت الصين الحلف إلى وقف ما أسمته “التحريض على الصراع”.
وقال الوفد الصيني لدى الاتحاد الأوروبي في بيان إن على الناتو “التوقف عن المبالغة فيما يسمى بالتهديد الصيني، والتوقف عن إثارة الصراع والمنافسة، والمساهمة بشكل أكبر في السلام والاستقرار في العالم”.
انطلقت، أمس، قمة حلف شمال الأطلسي الـ75 في ذكرى تأسيس الحلف، بمشاركة قادة 32 دولة عضو.
ومن الجدير بالذكر أن حلف شمال الأطلسي تأسس خلال الحرب الباردة عام 1949 للتعامل مع التهديدات التي شكلها الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت، وتلزم معاهدته أعضائه بالدفاع العسكري الجماعي، والذي بموجبه يعتبر الهجوم على عضو واحد بمثابة هجوم على عضو واحد. الهجوم على الجميع.