17/06/2024–|آخر تحديث: 17/06/202416:55 (ساعة مكة)
تعمل الدول المسلحة نووياً على تحديث ترساناتها في مواجهة التوترات الجيوسياسية المتزايدة في جميع أنحاء العالم، مع زيادة الإنفاق في المنطقة بمقدار الثلث في السنوات الخمس الماضية، في حين تتخلف الولايات المتحدة بما يصل إلى 15 عاماً عن الصين في تطوير الأسلحة النووية العالية المستوى. الطاقة النووية التكنولوجية.
وأظهر تقرير صادر عن الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية أن الدول التسع التي تمتلك الأسلحة النووية – الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا والهند وإسرائيل وباكستان وكوريا الشمالية – أنفقت ما مجموعه 91 مليار دولار. الدولارات لتجديد ترساناتها.
وأظهر التقرير -المشابه لتقرير آخر أصدره المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم- أن هذه الدول زادت إنفاقها بشكل كبير بينما قامت بتحديث وحتى نشر أسلحة نووية جديدة.
وقالت ميليسا بارك، مديرة الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، لوكالة فرانس برس: “أعتقد أنه من الصحيح القول إن هناك سباق تسلح نووي يجري الآن”.
وأكد ويلفريد وان، مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل في المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، أنه “لم تلعب الأسلحة النووية منذ الحرب الباردة مثل هذا الدور المهم في العلاقات الدولية”.
وأظهر تقرير المعهد أن العدد الإجمالي المقدر للرؤوس النووية في العالم انخفض بشكل طفيف ووصل إلى 12121 مطلع العام الجاري، بعد أن كان في العام السابق 12512.
ولكن في حين أن بعض هذه الرؤوس الحربية النووية تشمل رؤوساً قديمة من المقرر تفكيكها، فإن هناك 9585 رأساً في المخزون للاستخدام المحتمل، بزيادة 9 رؤوس عن العام السابق، في حين أن 2100 رأس في “استعداد تشغيلي عالٍ”، أي جاهزة للاستخدام الفوري، للصواريخ الباليستية.
وتكاد تكون هذه الرؤوس الحربية مملوكة بالكامل لروسيا والولايات المتحدة، اللتين تمتلكان وحدهما 90% من الأسلحة النووية في العالم.
كما قدر تقرير المعهد للمرة الأولى أن الصين تمتلك أيضًا “عددًا صغيرًا من الرؤوس الحربية في حالة الاستعداد التشغيلي”.
2898 دولارًا في الثانية
من جانبها، أشارت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية إلى أن الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية سيزيد بمقدار 10.8 مليار دولار في عام 2023 على أساس سنوي، وتمثل الولايات المتحدة 80% من هذه الزيادة.
ووفقاً لتقرير الحملة، فإن حصة الولايات المتحدة من إجمالي الإنفاق البالغة 51.5 مليار دولار أكبر من حصة جميع الدول المسلحة نووياً الأخرى مجتمعة، تليها الصين (11.8 مليار دولار) وروسيا (8.3 مليار دولار) أيضاً بشكل ملحوظ (17% إلى 8.1 مليار دولار).
وأنفقت الدول المسلحة نوويا ما مجموعه 2898 دولارا في الثانية العام الماضي لتمويل شراء هذه الأسلحة، وفقا للتقرير.
وقد زاد الإنفاق على الأسلحة النووية بنسبة 33% منذ عام 2018 (إلى 68.2 مليار دولار) عندما بدأت الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية في جمع هذه البيانات.
وبحسب التقرير، أنفقت هذه الدول خلال تلك السنوات نحو 387 مليار دولار على هذه الأسلحة.
وانتقد مدير الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية الاستخدام “غير المقبول” للأموال العامة ووصف المبالغ التي تم إنفاقها بأنها “فاحشة”.
وأشارت إلى أن هذه الأموال تمثل مبلغا أعلى من تقديرات برنامج الغذاء العالمي للقضاء على الجوع في العالم. وأضافت: “يمكننا زراعة مليون شجرة مقابل كل دقيقة نقضيها في الأسلحة النووية”.
الصين تتفوق على أمريكا
من ناحية أخرى، ذكر تقرير -اليوم الاثنين- أن الولايات المتحدة تتخلف عن الصين بما يصل إلى 15 عاما في تطوير الطاقة النووية ذات التقنية العالية. تتفوق بكين في الوصول التقني المدعوم من الدولة بالإضافة إلى التمويل المكثف.
وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، وهو معهد أبحاث في واشنطن، أن الصين لديها 27 مفاعلا نوويا قيد الإنشاء بمتوسط وقت بناء يبلغ حوالي 7 سنوات، وهو أسرع بكثير من الدول الأخرى.
وقالت الدراسة “إن النشر السريع للصين لمحطات الطاقة النووية المتقدمة بشكل متزايد يولد وفورات الحجم وتأثيرات التعلم عن طريق العمل مع مرور الوقت، مما يشير إلى أن الشركات الصينية ستستفيد من زيادة الابتكار في هذا القطاع في المستقبل”.
وقال مؤلف التقرير ستيفن إيزيل إنه إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن الطاقة النووية، فيجب عليها تطوير استراتيجية وطنية قوية تتضمن المزيد من الاستثمار في البحث والتطوير، وتحديد وتسريع التقنيات الواعدة، ودعم تطوير القوى العاملة الماهرة.
وأضاف: “على الرغم من أن أمريكا متخلفة عن الركب، فمن المؤكد أنها تستطيع اللحاق بالركب من الناحية الفنية”.