قالت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الجمعة، إنها تواجه نقصا حادا في الأدوية والمعدات الطبية الأساسية في قطاع غزة، وأنها قد “تضطر إلى وقف أو تقليص” بعض أنشطتها الطبية في غزة.
وقالت المنظمة الدولية، في بيان لها، إنها منذ نهاية أبريل الماضي، لم تتمكن من إدخال أي معدات طبية إلى القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ نحو 9 أشهر.
وأوضح في الإعلان أن إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر عقب الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة، في 6 مايو/أيار الماضي، أدى إلى عرقلة شديدة لتدفق المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم (جنوب).
من جانبها، قالت منسقة المنظمة في فلسطين جيمت توما، إن “المعدات الطبية شحيحة للغاية بسبب المساعدة المحدودة التي تسمح بها السلطات الإسرائيلية بدخول غزة”، بحسب البيان.
وأضافت: “إذا لم نتمكن من جلب المعدات الطبية إلى غزة قريبًا، فقد نضطر إلى وقف أنشطتنا الطبية. وهذا واقع نرفض أن نتخيله، نظرًا للاحتياجات الطبية الماسة لآلاف الأشخاص في غزة”.
وأوضح توما أن هناك “مرضى يعانون من حروق شديدة وكسور مفتوحة، ونحن (أطباء بلا حدود) لا نملك حتى المسكنات الكافية لتخفيف معاناتهم”.
وتابعت: “اضطرت فرقنا في مستشفيي الناصر والأقصى إلى تقليل عدد مرات تغيير الضمادات للمرضى الذين يعانون من حروق شديدة، بسبب عدم توفر الشاش المعقم، الأمر الذي قد يؤدي إلى المزيد من التهابات الجروح”.
وأوضح البيان أنه مع نزوح 75% من سكان غزة وإجبارهم على العيش في ظروف مزرية، شهدت فرق أطباء بلا حدود زيادة في عدد المرضى الذين يعانون من أمراض جلدية مثل الجرب خلال الشهر الماضي، في حين أن مخزون الأدوية مطلوب وعلاجهم منخفض بشكل خطير.
وأكد أنه في خان يونس (جنوب)، لم تتمكن المنظمة منذ عدة أيام من تقديم الاستشارات الطبية العامة في مركز “العطار” الصحي الذي افتتحته مؤخرا، بسبب نقص المستلزمات والأدوية اللازمة لإدارة النشاط. .
المساعدة عالقة
وأوضحت المنظمة أن لديها حاليًا 6 شاحنات محملة بإجمالي 37 طنًا من الإمدادات، معظمها مواد طبية أساسية، وأنها عالقة منذ 14 يونيو/حزيران على الجانب المصري من معبر كرم أبو سالم، ولا يمكن إحضارها. إلى غزة، حيث هناك حاجة ماسة إليها لإنقاذ حياة الناس.
وقال منسق المنظمة: “إن هذه الشاحنات تقف في طابور عالق مع نحو 1200 شاحنة أخرى تنتظر الدخول إلى قطاع غزة”.
ووصفت الأمر بأنه “غير مفهوم وغير مقبول، فهو مثل مطالبة رجل إطفاء بمشاهدة منزل مليء بالناس يحترق ومنعه من إطفاء الحريق”.
وطالب توما السلطات الإسرائيلية بالإسراع في فتح معابر إضافية لتخفيف الازدحام على معبر كرم أبو سالم، والإسراع بشكل كبير في وصول المساعدات إلى غزة بشكل يومي.
كما دعت جميع الأطراف إلى ضمان توفير طرق آمنة لنقل المساعدات الإنسانية داخل القطاع.
وشددت على أن هذه هي “الطريقة الوحيدة لمنع الوفيات التي يمكن تجنبها”.
منذ 7 أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي كامل، خلفت أكثر من 123 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وأكثر من 10 آلاف مفقود، إضافة إلى نقص حاد في الإمدادات الإنسانية والغذائية. ووصلوا إلى حد المجاعة، خاصة في القطاع الشمالي.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين لمجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأمر محكمة العدل الدولية بوقف اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، واتخاذ خطوات لمنع أعمال ” الإبادة الجماعية” وتحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة.