وتابعت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية توجهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوسائل الإعلام المحلية ضمن خططه للبقاء في السلطة، وكل ذلك شمل تعيين أمناء والتأكد من أن المحللين يرددون الآراء المؤيدة له.

وتحدثت الصحيفة عن عملية “التطهير” التي تجري في القناة 13 ضد معارضي نتنياهو، وأكدت أن هذه الحملة بدأت بإلغاء برنامج شهير يقدمه الصحفي الاستقصائي رفيف دراكر.

وأشارت إلى أن دراكر -الذي يعد منذ فترة طويلة أحد أبرز المعارضين لرئيس الوزراء- كشف من خلال تقاريره السابقة عن العديد من حالات الفساد وعدم الكفاءة بين نتنياهو ورفاقه. وأوضحت الصحيفة أن عدة تقارير أكدت أن نتنياهو ربط المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة لأخبار القناة 13 بإقالة دراكر.

وأعلنت القناة 13، أمس الخميس، وقف بث برنامج “منطقة الحرب” للصحفي المخضرم. جاء ذلك بعد تعيين يوليا شمالوف بيركوفيتش مديرة تنفيذية، وهي الخطوة التي أثارت جدلا كبيرا، بحسب صحيفة “هآرتس”، التي ذكرت أن الكثيرين توقعوا أن يكون التعيين محاولة من نتنياهو لتحويل القناة إلى منصة يمينية.

وأوضحت الصحيفة أن عددا من الصحفيين في القناة أعربوا عن رفضهم لتعيين بيركوفيتش، ومن بينهم باروخ كارا، الصحفي الاستقصائي الذي تحدث عن محاكمات نتنياهو والإصلاح القضائي، وماتان خودروف، أحد كبار المعلقين الاقتصاديين، إلى جانب دراكر.

وأعربت عن اعتقادها بأن ما يحدث داخل القناة 13 هو جزء من استراتيجية أوسع ينتهجها نتنياهو وحلفاؤه للسيطرة على وسائل الإعلام المحلية وإعادة تشكيلها. ونفذها لخصخصة إذاعة الجيش، وإغلاق هيئة البث العامة “كان”، بالإضافة إلى إعطاء الإذن للقناة 14، التي وصفها بأنها قناة اليمين المتطرف التي تتحدث باسم نتنياهو.

التحرك الاستراتيجي

وأكدت “هآرتس” أن حملة نتنياهو لإعادة تشكيل المشهد الإعلامي هي خطوة استراتيجية للبقاء السياسي، وأشارت إلى أن هذه الحملة شهدت تصعيدا بعد 7 أكتوبر وفي خضم حرب غزة وشدة الوضع وتطبيع احتلال غزة. قطاع غزة وإلغاء حقوق الفلسطينيين.

ووصفت تصريحات الصحفيين المتحالفين مع نتنياهو خلال الحرب بأنها متطرفة للغاية، وأكدت نقلا عن بعضهم في القضية المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

وأشارت إلى أن الحملة شملت أيضًا منع إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، بالإضافة إلى “قانون الجزيرة” الجديد الذي يمنع الجزيرة من العمل في إسرائيل.

واختتمت صحيفة هآرتس التقرير بالقول إن ما يحدث في إسرائيل اليوم يشبه ما حدث في الاتحاد السوفيتي عندما بث التلفزيون الرسمي بحيرة البجع لتشايكوفسكي أثناء محاولة الانقلاب في صيف عام 1991، وقالت إن المسؤولين في ذلك الوقت حاولوا الحفاظ على الجمهور بعيدًا عن معرفة حقيقة انهيار الإمبراطورية، وهذا هو الوضع في إسرائيل عام 2024. يقوم المسؤولون بإسكات الصحفيين الذين ينتقدون الحكومة، و”كما هو الحال في الاتحاد السوفييتي، تظهر القيود المفروضة على حرية التعبير مدى هشاشة الدولة”. إمبراطورية نتنياهو وحلفائه موجودة، وعندما يضغط عدد كاف من الناس ضدها، فإنها ستنهار أيضًا”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version