قال معلقون سياسيون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشكل العائق الأساسي أمام مسار المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رغم التصريحات الأميركية المتفائلة بنجاحها.

وبحسب أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن المفاوضات لن تتقدم خطوة عملية إلى الأمام طالما بقي نتنياهو في السلطة.

ووصف نتنياهو بأنه “كاذب ومنافق” يريد احتلال غزة ويحاول تدمير المقاومة ومعقلها الشعبي في قطاع غزة، مضيفا أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية لأنه يعتقد أنها يمكن أن تعطي. له دفعة سياسية.

واتفق الباحث في الشؤون الدولية والسياسية ستيفن هايز مع البرغوثي في ​​رأيه وقال إن الواقع يظهر أنه من الصعب على نتنياهو قبول هذه المفاوضات، لأنه يريد الاحتفاظ بغزة، وأوضح أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يستطيع القوة. منه بإتمام الصفقة رغم وجود تفاؤل معين بين الناس.

وأشار هايز إلى أن بايدن يتحدث عن أشياء “يرغب فيها” لكن لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، وأشار إلى أن مؤيدي حملته يتضاءل يوما بعد يوم، وأكد أن بايدن لا يستطيع وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.

وعن الجهة المسؤولة عن المفاوضات المتعثرة، قال هايز إن إسرائيل وأمريكا تعتبران حماس عائقا أمام السلام، كما كانت عام 2007، لكنه أكد أن نتنياهو لا يريد اتفاقا ولديه القوة المسلحة الآن.

خطة خطيرة

وحذر البرغوثي من محاولة نتنياهو تنفيذ ما أسماها “خطة اليوم التالي”، بعد فشله الذريع في إقناع الأهالي والفصائل الفلسطينية التي رفضت العمل معه والتعاون مع الاحتلال في قطاع غزة.

وأشار السياسي الفلسطيني إلى تقرير نشره المعهد اليهودي للأمن القومي في أمريكا، كشف أن نتنياهو يخطط للإبقاء على الاحتلال في قطاع غزة ومن ثم إنشاء قوات مرتزقة للأمن الداخلي والحكم، ويحلم بإيجاد دول عربية لتوفيرها وحذر من أن نتنياهو يحاول استغلال حاجة المواطنين للمساعدات الإنسانية وإعادة التأهيل كوسيلة لإنشاء جسم سياسي “مشبوه”.

وشدد البرغوثي على أن نتنياهو لن يغير نهجه إلا إذا مورست عليه ضغوط قوية وعقوبات فعالة، ودعا المقاومة إلى زيادة صمودها وشجاعتها لأن ذلك من الوسائل الفعالة لإفشال مخططات نتنياهو والتعامل مع سياسة الاحتلال. الإبادة الجماعية والمجاعة في البلاد. قطاع غزة، بحسب رأيه. وأوضح أن نتنياهو يدرك جيدا أن ما يطالب به لن يقبله أي فلسطيني، وأن صمود المقاومة أحبط كل مخططات الاحتلال.

التفاوض الخادع

وبالإشارة إلى تصريحات المسؤولين الأميركيين حول اقتراب التوصل إلى اتفاق -رغم وجود بعض ما وصفوها بالتفاصيل البارزة- قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحلة، إن ذلك يندرج في إطار إثبات أن أميركا تلعب دوراً دور كبير ومهم للفلسطينيين والإسرائيليين.

وبرأيه، فإن الجهود الأمريكية تسير في “الطرق الطيبة”، رغم أنها منخرطة بشكل كامل فيما يحدث في قطاع غزة، وتحاول خداع الرأي العام.

وحذر الحلة من أسلوب التفاوض “المخادع” الذي تعتمده الإدارة الأمريكية بناء على محاولات التفاوض السابقة، وأوضح أن أمريكا تعمل على بث أجواء التفاؤل بشأن المفاوضات، وعندما تلبي حماس الحد الأدنى من المتطلبات يتم اتهامها بأنها الطرف الآخر. وهو ما يعيق المفاوضات ويعوق التوصل إلى اتفاق .

وبحسب قوله فإن نتنياهو نجح في تحميل مسؤولية أحداث 7 أكتوبر على عاتق الشاباك والجيش الإسرائيلي، وهو ما يفسر بوضوح -في رأيه- وجود خلافات في الرأي داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشأن الأسير. مشكلة.

الدول العربية

وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية في الضغط على نتنياهو، يرى الباحث واسع الحيلة أن رئيس وزراء إسرائيل متأكد من أنه لا توجد دولة عربية يمكن أن تشكل خطرا عليه، ولذلك فهو يرى نفسه هو الذي يميزه. الفلسطينيين ويفعل معهم ما يريد دون خوف من رد فعل عربي رسمي.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن القوى التي تحارب الاحتلال من لبنان واليمن تعبر عن حالة غير عادية في البيئة العربية، وتمثل نبض شارع عربي متضامن مع الفلسطينيين، وأوضح أن هذا الموقف العربي “الضعيف والغريب” هو ما يشجع نتنياهو على مواصلة حربه في غزة والتعنت على طاولة المفاوضات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version