يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين في قطاع غزة بشكل ممنهج بهدف الضغط على المقاومة الفلسطينية وإجبارها على تقديم تنازلات فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، إلا أن هذا الضغط يأتي على حساب المواطنين.
نفذت قوات الاحتلال مجازر متتالية، أمس السبت، بمهاجمة خيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة، خلفت نحو 90 قتيلاً و300 جريح. كما نفذت، اليوم الأحد، مجزرة جديدة بحق النازحين في مدرسة UNRA بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أدت إلى استشهاد 17 فلسطينيا وإصابة العشرات.
وقال العقيد الفلاحي -في تحليله للمشهد العسكري في غزة- إن جيش الاحتلال يستخدم طاقة تدميرية كبيرة جدا في قصف مناطق صنفها بنفسه، وكذلك الأمم المتحدة، على أنها مناطق آمنة يفترض أن يتواجد فيها المدنيون. لجأوا إليها بعد تهجيرهم قسراً من مدنهم وقراهم.
وأكد أنه لا يوجد أي مبرر للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين، خاصة أن اتفاقيات الأمم المتحدة وخاصة اتفاقيات جنيف 1 و2 و3 و4 أو البروتوكول الأول لعام 1977، جميعها تنص على وجوب تنفيذ العمليات العسكرية بعيداً عن المدنيين. .
وأضاف أن اتفاقيات الأمم المتحدة تحظر القصف العشوائي للمدنيين، حتى لو كان هناك عسكريون في نفس المنطقة، كما تحظر التهجير القسري للسكان.
وزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قصف منطقة المواصي بخانيونس كان موجها إلى محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ورافي سلمى، قائد كتائب القسام. قائد القسام . – قسام القسام في خان يونس . إلا أن حركة حماس ردت على هذه الاتهامات قائلة في بيان لها إن الاتهامات الإسرائيلية الباطلة تهدف إلى التغطية على حجم المجزرة المروعة في مواصي خان يونس.
من ناحية أخرى، أدان الخبير العسكري والاستراتيجي صمت المجتمع الدولي إزاء المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان غزة، وأشار إلى أن عدة دول تشن هجوما على روسيا بسبب أوكرانيا، رغم أنها لم تفعل ذلك. 5% مما فعلته إسرائيل في قطاع غزة.
وخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية التي، حسب قوله، تزود إسرائيل بالأسلحة، رغم أن قانونها يحظر تقديم الأسلحة لأي جهة تستخدم هذه الأسلحة في أعمال تنتهك حقوق الإنسان.
وحول إعلان كتائب القسام عن إخراج قوة إسرائيلية خاصة تسللت مختبئة داخل شاحنة مساعدات شرق رفح جنوب قطاع غزة، قال اللواء الفلاحي إن هذه العملية تؤكد أن ولا تزال المقاومة تملك القدرة على تتبع تحركات جيش الاحتلال، كما أن عملياتها مستمرة في رفح ضد قوات الاحتلال التي تحاول اختراق عدة مناطق.
وكرر الخبير العسكري والاستراتيجي ما قاله في مداخلات سابقة على قناة الجزيرة، من أن جيش الاحتلال ليس لديه رؤية سياسية وعسكرية لكيفية التصرف في اليوم التالي لحرب جلعاد، مبينا أن ما وصفه بـ”الانتصار الكامل في الوضع الحالي “يعني الغرق في وحل قطاع غزة”.