18/06/2024–|آخر تحديث: 18/06/202417:13 (ساعة مكة)
بث حزب الله اللبناني مقطع فيديو مدته 9 دقائق و31 ثانية بعنوان “ما يعود به الهدهد”، يتضمن مسحا دقيقا لمناطق في شمال إسرائيل، فيما وصفته مصادر إسرائيلية بالخطير.
وذكر الحزب أن مقطع الفيديو تم تصويره بطائراته المسيرة التي تمكنت من “تجاوز دفاعات العدو الجوية وعادت دون أن تتمكن وسائلها من رصدها”.
وشملت المشاهد التي ظهرت في الفيديو مواقع إسرائيلية حساسة، من بينها قواعد عسكرية ومستودعات أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات في مدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية.
وأظهر الفيديو مشاهد جوية لمدينة حيفا، بما في ذلك المجمع الصناعي العسكري التابع لشركة “رافائيل” ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية، وميناء حيفا المدني، ومحطة كهرباء حيفا، ومطار حيفا، والنفط. كما تم عرض الدبابات والمنشآت البتروكيماوية.
وقبل نشر الفيديو كاملا، نشرت وسائل الإعلام العسكرية لحزب الله مقطعا ترويجيا للفيديو تحت عنوان “انتظروا عودة الطوق”.
وقال الجنرال فيصاف عريقات إن وصف إسرائيل للفيديو بالخطير للغاية هو اعتراف بقوة المقاومة وقدرتها على الرد وتفوقها في مجال الدقة والمعلومات.
رسائل حزب الله
ونقل مدير مكتب الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم عن مصادر مقربة من حزب الله أن الحزب أراد من خلال نشر الفيديو إرسال عدة رسائل أهمها:
- رد عملي على التهديدات التي وصلت إلى لبنان مؤخراً، بشكل مباشر وغير مباشر.
- ولا ينفصل نشر هذه المقاطع المصورة عن مسار زيارة المبعوث الأميركي إلى لبنان عاموس هوشستين وعملية الضغط التي يمارسها. وذكرت هذه المصادر أنه بغض النظر عن تصريحات المبعوث الأميركي حول العلاقة بين غزة ولبنان، فإن الحزب يرى أن أي محاولة للضغط على لبنان يجب أن تقابل برسالة مقابلة تؤكد أن لبنان ليس في حالة ضعف. وهذا سيجعله يستسلم للضغوط.
- كما يريد حزب الله أن ينقل رسالة إلى المعنيين، سواء داخل إسرائيل أو إلى المبعوث الأميركي، مفادها أن حزب الله مستعد للحرب إذا أُجبر عليها.
- كما يريد الحزب من خلال نشر هذا الاستطلاع، وتحديداً في حيفا ومحيطها، أن يثبت أن الحزب لديه القدرة على خوض أي حرب تُفرض عليه.
- ومن الرسائل التي يوجهها الحزب عبر التسجيل المرئي، أن قاعدة بيانات الأهداف أصبحت واضحة وجاهزة، خاصة أن ما نشر – بحسب المصادر نفسها – هو جزء بسيط من المقاطع والصور التي يملكها الحزب للحادثة. المنطقة المذكورة.
مذكرات إسرائيلية
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية ردا على فيديو حزب الله إن “الوثائق الجديدة هي الأكثر إثارة للقلق منذ بداية الحرب، وفيها يمكنك رؤية حيفا”.
وقال المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية إن حزب الله “ينشر وثائق غير عادية من عمق إسرائيل، تكشف أهدافا إسرائيلية وحتى من ميناء حيفا والقاعدة البحرية”.
وأضاف أن “القدرة التي أظهرها حزب الله تركت فجوة واسعة بين الجيش والقوات الأمنية”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس أن جيش الاحتلال طلب من الصناعات الدفاعية تطوير حل تكنولوجي يوفر اعتراضاً أفضل لمسيرات حزب الله.
وكانت المشاهد التي عرضها حزب الله على رأس الحديث على منصات التواصل الاجتماعي، التي وصفت الفيديو بأنه رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي بأن “مئات الأهداف فيه تحت عين حزب الله الساهرة، وأن أي غباء إسرائيلي ضدها” وسيكون للبنان ثمن باهظ”.
ورأى البعض أن نجاح حزب الله في تصوير العمق العملياتي في إسرائيل يشير إلى أن الحزب يملك ذراعا قوية وطويلة يستطيع من خلالها الوصول إلى مواقع وأهداف استراتيجية مهمة يمكن أن تحدث دماراً كبيراً في إسرائيل.
كما ذكر آخرون أن طائرات حزب الله التجسسية التي تتوغل عميقا في الأراضي الإسرائيلية وتمسح المناطق الشمالية بسهولة تثبت عدم كفاءة رادارات الاحتلال، وأن القبة الحديدية دخلت “سباتا عميقا”، على حد وصفهم.
تحذير أمريكي
وفي وقت سابق، حذر عاموس هوكشتاين، مستشار الرئيس الأمريكي، إسرائيل من هجوم إيراني محتمل سيكون من الصعب صده بسبب الصراع المستمر بين تل أبيب وحزب الله اللبناني.
جاء ذلك خلال لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين أمس الاثنين، بحسب ما نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم (الثلاثاء).
وزار هوكشتاين، أمس الاثنين، تل أبيب في إطار جهود تهدئة الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود مع لبنان بعد أن تصاعدت بشكل كبير الأسبوع الماضي.
والتقى المبعوث الأمريكي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس اسحق هرتسوغ وزعيم المعارضة يائير لابيد ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن ووكستين حذر من احتمال أن تؤدي الحرب مع حزب الله إلى هجوم إيراني واسع النطاق على إسرائيل يجعل من الصعب صد أنظمة الدفاع الإسرائيلية، إلى جانب احتمال إطلاق نار واسع النطاق من قبل حزب الله في لبنان.
وأشارت إلى أن زيارة ووكستين تزامنت مع وقف هجمات حزب الله على إسرائيل بمناسبة عيد الأضحى (الذي بدأ الأحد).
وبحسبها فإن “المبعوث الأميركي يأمل في الاستفادة من وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لمحاولة وضع إطار لاتفاق وقف إطلاق النار مستقبلا بين الجانبين”.
منذ 8 أكتوبر 2023، تتبادل الفصائل الفلسطينية واللبنانية -أبرزها حزب الله- القصف اليومي مع الجيش الإسرائيلي، وتقول الفصائل إنها تتعاطف مع غزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة خلفت أكثر من 122 ألف قتيل فلسطيني وجرحى.
وفي الأسابيع الأخيرة، شهد الخط الأزرق الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان تصعيداً غير عادي، ودعت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً إلى ضمه.
وفي تشرين الأول 2022، وقع لبنان وإسرائيل بوساطة هافكشتاين، اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وهو ما اعتبره حزب الله حينها انتصارا كبيرا للبنان والوطن والشعب والمقاومة.