“هذا ما عادت به الطوق”، بهذه الجملة، أطلق حزب الله اللبناني على الفيديو الذي نشره عبر قناته على تيليغرام، والذي تضمن مسحا دقيقا للمناطق العسكرية والاستراتيجية في شمال إسرائيل وصورة لدورية لحزب الله عادت بعد ذلك إلى قاعدتها بسلام دون أن ترصدها الرادارات الإسرائيلية.

وعندما نشر حزب الله المقطع، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بالفرحة بالفيديو، وأصبحت كلمة “بووف” الأكثر تداولا في مسيرات الحزب العربية.

وقال المتابعون إن المقطع الذي نشره حزب الله حمل معه العديد من الرسائل للاحتلال الإسرائيلي، أهمها كشف المقاومة في لبنان عن قدرات جديدة لديها في معادلة الردع، وبرأيهم فإن ذلك خطوة تصعيدية تهدف إلى مشدداً على ما يمكن أن تفعله المقاومة إذا فكرت تل أبيب في بدء حرب مع الحزب.

والرسالة الأخرى التي فهمها جمهور شبكات التواصل الاجتماعي من الفيديو، والتي يعتقدون أنها في غاية الأهمية بالنسبة لتل أبيب، هي أن دولة الاحتلال تقع في مرمى حزب الله، وأنه إذا فكرت إسرائيل أو أرادت توسيع دائرة الصراع، فإن كل شيء وهذه الأهداف ستصبح في مرمى المقاومة في لبنان.

وذكر مدونون أن الأهداف التي صورتها ورصدتها “الحوبا” تعتبر أهدافا مهمة جدا للمقاومة في لبنان في حال اندلعت حرب واسعة النطاق بين الجانبين.

أما بالنسبة لوضع المستوطنين والاقتصاد في المناطق الشمالية من الأراضي المحتلة، الذي خلقته طائرات حزب الله بدون طيار، فقد لفت مراقبون إلى عدد من الأمور، من بينها أن أكثر من نصف مليون مستوطن ليس لديهم من يحميهم منهم. هجوم الحزب بطائرات بدون طيار في حالة الحرب، ونصف الاقتصاد الإسرائيلي يخضع لتوجيهات الحزب.

وسخر آخرون من تفاخر إسرائيل بالقبة الحديدية وتطورها في مجال الرصد والمراقبة والتجسس والردع، معتبرين أن “الطوق” حطم هذا الادعاء، وأن أمن إسرائيل الوطني والعسكري في خطر بعد هذا الفيديو.

كانت هذه بعض التفاعلات العربية التي تابعتها شبكة الجزيرة، لكن كيف كان رد فعل الإسرائيليين على وصول عصابة حزب الله إلى ميناء حيفا وتصويرها لمواقع مهمة وحساسة؟ وبعد انتشار المقطع على شبكات التواصل الاجتماعي، تساءل أحد الإسرائيليين بغضب: “كيف يمكن لطائرة بدون طيار تابعة لحزب الله أن تتجول دون عوائق في سماء إسرائيل وتلتقط الصور بحرية فوق كريات وميناء حيفا والقاعدة البحرية وغيرها. متى سنكتشف ذلك؟ لم يعد بإمكاننا اللعب وفق “المعادلات” ومع مرور كل يوم نخسر المزيد من الشمال.

وأشار في دوره إلى حسابات الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية والمتحدث باسم الجيش في المنصة X.

وأشار آخرون إلى أن حزب الله بعث برسالة واضحة إلى تل أبيب مفادها أنه هو الذي يحدد شروط نهاية المعركة، “هل تريدون أن تعرفوا مدى وضعنا الأمني ​​في الشمال يقول بصراحة: ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه في الحرب لن يحدث.”

وشملت المشاهد التي تضمنها الفيديو الذي نشره حزب الله مواقع إسرائيلية حساسة، بينها قواعد عسكرية ومستودعات أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات في مدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version