قال جميل أبو العين المفتش العام للإدارة العامة للنقل في حالات الطوارئ والكوارث وسيارات الإسعاف بوزارة الصحة السعودية، إن السلطات لم تلاحظ أي وفيات غير عادية بين الحجاج الذين أدوا مناسك الحج هذا العام، بسبب درجات حرارة عالية. .
وأضاف أبو العينين -في تصريحات لرويترز-: «لم نلاحظ والحمد لله أي شيء غير عادي أو غير طبيعي من الأعداد المعتادة لحالات المرض والوفيات».
وتابع: «الوزارة قدمت خدماتها الصحية لأكثر من 2700 حاج حتى الآن بسبب ارتفاع درجات الحرارة».
وفي وقت سابق، قال التلفزيون السعودي، إن الحجاج واجهوا خلال مناسك الحج هذا الموسم درجات حرارة مرتفعة للغاية وصلت إلى 51.8 درجة مئوية في الظل، مما تسبب في وفاة العشرات من الحجاج.
وعندما انتهى الحجاج من المراسم، أفادت وكالة فرانس برس – اليوم الأربعاء – أن إجمالي عدد القتلى خلال الموسم الحالي ارتفع إلى أكثر من 900 شخص، معظمهم من المصريين، وأغلبهم لأسباب تتعلق بالحرارة، مضيفًا أن الكثيرين ما زالوا يبحثون عن أقاربهم وأصدقائهم المفقودين.
عدد القتلى في مصر
ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي عربي -طلب عدم ذكر اسمه- أن حصيلة القتلى بين الحجاج المصريين ارتفعت إلى “600 على الأقل”، بعد أن أفاد دبلوماسيان عربيان بوفاة 323 مصريا في الدفعة السابقة.
وأضاف المصدر نفسه، أن «كل (الوفيات الجديدة) سببها الحرارة».
وقالت الوكالة إن ذلك يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 922 شخصا على الأقل، بناء على الأرقام التي أعلنتها الدول المعنية والدبلوماسيون الذين لم يوضح معظمهم الأسباب.
وأضافت أن هذا العدد يشمل أيضا 68 هنديا و60 أردنيا و13 من كردستان العراق و11 إيرانيا وثلاثة سنغاليين.
وأظهرت بيانات وزارة الصحة الإندونيسية -أمس الثلاثاء- أن 144 إندونيسيا توفوا خلال موسم الحج. ولم تشر البيانات إلى ما إذا كانت أي من الوفيات ناجمة عن ضربة الشمس.
بدورها، قالت وكالة أفريقيا التونسية للأنباء، إن 35 حاجا ومعتمرا من تونس توفوا أثناء أداء مناسك الحج.
وقالت أسرهم -عبر وسائل التواصل الاجتماعي- إن الوفيات ناجمة عن الحرارة الشديدة، فيما تواصل عائلات أخرى البحث عن أقاربها في مستشفيات السعودية.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأردنية، الثلاثاء، إنها أصدرت 41 تصريح دفن لحجاج أردنيين في مكة المكرمة.
في الوقت نفسه، قالت الشبكة الإخبارية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن 11 حاجا إيرانيا توفوا، ونقل 24 حاجا إلى المستشفى، دون أن تحدد سبب الوفاة.
بين التحذيرات الصحية #المملكة العربية السعودية من درجات حرارة قد تصل إلى 72 درجة مئوية.. تعرف على الأنواع الشائعة من إصابات الحرارة خلال الموسم #الحج#الحج 1445هـ pic.twitter.com/GNOeEqzWyY
— الجزيرة (@AJArabic) 15 يونيو 2024
تحديات جديدة
وقد أودت عمليات الدهس وحرائق الخيام وغيرها من الحوادث بحياة المئات من الأرواح خلال موسم الحج على مدار الثلاثين عامًا الماضية.
وقد واجهت الحكومة السعودية ذلك من خلال بناء بنية تحتية جديدة. وتواجه السلطات الآن تحديات جديدة للتعامل مع موجات الحر الشديدة، والتي يقول خبراء المناخ إنها نتيجة لتغير المناخ، الذي أثر بشكل واضح على المملكة العربية السعودية ودول الشرق الأوسط في بداية الصيف.
واستخدم الحجاج المظلات لحماية أنفسهم من أشعة الشمس، فيما أصدرت السلطات السعودية تحذيرا من ارتفاع درجات الحرارة ونصحتهم بالبقاء رطبا وتجنب الخروج خلال الساعات الأكثر حرارة في النهار بين الساعة 11 صباحا و3 بعد الظهر.
أعلن وزير الصحة السعودي فهد بن عبدالرحمن الجلجل، نجاح البرامج الصحية لموسم حج 1445هـ هذا العام، وخلوه من أي حالات تفشٍ أو تهديدات للصحة العامة، رغم كثرة حالات الإصابة. حجاج بيت الله هذا العام والتحديات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة”.
وبحسب قوله، فقد تم تجهيز النظام الصحي في المملكة، الذي يضم 189 مستشفى ومركزاً صحياً وعيادات متنقلة، بقدرة سريرية تزيد عن 6500 سرير، مع كوادر طبية وفنية وإدارية ومتطوعين يزيد عددهم عن 40 ألفاً، مع أكثر من 40 ألفاً من المتطوعين. أكثر من 370 سيارة إسعاف، و7 طائرات إسعاف، و12 مختبراً، و60 شاحنة، بالإضافة إلى 3 مستودعات طبية متنقلة منتشرة في أنحاء المشاعر المقدسة.
وأوضح أن عدد الحجاج الذين تلقوا خدمات صحية بلغ أكثر من 390 ألف حاج، وأكثر من 28 عملية قلب مفتوح، وأكثر من 720 عملية قسطرة قلبية، بالإضافة إلى أكثر من 1169 جلسة غسيل كلوي، وتم تقديم الخدمات الافتراضية عبر الوضع الافتراضي. مستشفى يتسع لأكثر من 5800 حاج، يعالج بشكل مباشر حالات الإجهاد الحراري ويقدم لهم الخدمات الطبية اللازمة، مشيراً إلى أن الجهود التوعوية الاستباقية ساهمت في الحد من ارتفاع أعداد الحالات.