شكك رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فايد، في إمكانية تنفيذ خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء الحرب في قطاع غزة، والتي اعتمدها مجلس الأمن الدولي بأغلبية ساحقة في 10 حزيران/يونيو الماضي.
وتدعو الخطة إلى تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، ثم وقف دائم للحرب.
اقرأ أيضا
قائمة من 2 العناصر
صحف روسية: زيارة بوتين لكوريا الشمالية تخلق واقعا سياسيا جديدا
نيويورك تايمز: مجزرة أخرى تهدد دارفور
نهاية القائمة
وجاءت تشكيك الفايد خلال مقال كتبه في مجلة فورين أفيرز الأمريكية، إذ يعتقد أنه لا يوجد يقين بشأن كيفية تنفيذ خطة بايدن “على الرغم من الخسائر الفادحة في الأرواح والدمار والمعاناة التي لا توصف التي سببتها الحرب”.
ويرى فايد أن تنفيذ الخطة الأمريكية سيكون محاطا بصعوبات كبيرة، لأن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أنها لن توقف هجماتها ما لم تنجح في تحقيق “النصر الكامل”، وأشار إلى أن القضاء التام على حماس يظل أمرا بعيد المنال. هدف إسرائيلي.
لا اوافق
وتولى سلام فايد رئاسة حكومة الطوارئ الأولى (المعروفة بالحكومة المؤقتة) في 15 يونيو/حزيران 2007، بدعوة من الرئيس محمود عباس، بعد يوم من إعلانه حالة الطوارئ في أراضي السلطة الفلسطينية وحل الحكومة. للوحدة الوطنية. بقيادة إسماعيل هنية، عقب سيطرة كتائب القسام – الذراع العسكري لحركة حماس – على قطاع غزة.
واستقال فايد من رئاسة الوزراء في إبريل 2013، بعد خلاف في الرأي بين مؤسستي الرئاسة ومجلس الوزراء.
وبحسب فايد، لا يوجد حتى الآن اتفاق حول كيفية إدارة قطاع غزة بعد الحرب، بل إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار – الذي يمكن أن يمهد الطريق لسلام مستدام – أصبح من الصعب تحقيقه.
وعزا السبب وراء هذا الأسلوب السلبي إلى الخوف وليس الجهل. ووفقا له، فإن الجهل بحقائق الوضع لم يكن السبب بالتأكيد، بل كان “عدم الرغبة في مواجهته أو إعطاء الأولوية له”.
دعوة للوحدة
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق ما سبق أن كتبه في نفس المجلة الأمريكية الخريف الماضي، عندما دعا قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية إلى التوحد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، التي يجب أن تقبل انضمام حماس. فضلا عن فصائل أخرى مهمة لأعضائها.
ويرى أن توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية عنصر أساسي لتمكين السلطة الفلسطينية من أداء دورها الصحيح في حكم كل من غزة والضفة الغربية وفقا لولايتها عند تأسيسها عام 1994.
ورأى أن القوى العظمى – بموافقتها على قرار مجلس الأمن الدولي – تكون قد خطت الخطوة الأولى نحو قبول هذه الرؤية.
وأشار إلى أن قرار الأمم المتحدة أكد – بالإضافة إلى الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية – “على أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية”، لكن فايد يضيف أن الاعتراف بذلك ليس سوى خطوة أولى في هذا الاتجاه.
وواصل رئيس الوزراء الأسبق التأكيد على أن حركة حماس لن تختفي من المشهد، وستبقى حاضرة حتى بعد أن ينقشع غبار الحرب.
وصمدت حماس
وقال فياض إن حركة حماس صمدت أمام ثقل القوة العسكرية الإسرائيلية في جيب من الأرض – (في إشارة إلى قطاع غزة) – لم تستغرق إسرائيل سوى ساعات قليلة لتسيطر عليه في حرب يونيو/حزيران 1967.
وأضاف أن الحركة ستؤكد بكل ثقة أنها انتصرت في الحرب، الأمر الذي هدأت أصوات المعارضة، خاصة في قطاع غزة، مما جعلها تشكك في قرارها بمهاجمة إسرائيل في أكتوبر الماضي.
ومن ناحية أخرى، يرى فايد أن إسرائيل ستجد صعوبة في ادعاء النصر، ولن تكون قادرة على تحقيق معظم – إن لم يكن كل – الأهداف المعلنة للحرب، وخاصة الإطاحة بحماس من السلطة في غزة.
ويتوقع فياض أن تكون مؤسسات حركة حماس -بما فيها شرطة غزة- جزءًا لا يتجزأ من واقع ما بعد الحرب، ويضيف أن هذا لا يعني بالطبع أنها ستكون قادرة على التعامل مع “المهمة الضخمة”. . إعادة بناء القطاع المدمر وحده.
ويعتقد أن إسرائيل لم تحقق نصرها الذي طال انتظاره، بل أدخلت نفسها في حرب لا نهاية لها، أضرت بسمعتها الدولية، ولن يفيدها اتهام معارضي الحرب بمعاداة السامية.
موثوقية أكبر
وفي المدى القريب، بحسب فياض، ستكتسب حماس المزيد من المصداقية في غزة والضفة الغربية. وإذا لم يكن قد فعل ذلك بالفعل، فمن المرجح أن يتنافس كاتب المقال مع منظمة التحرير الفلسطينية على تمثيل الشعب الفلسطيني.
ولعل القضية الأهم – برأي رئيس الوزراء الأسبق – هي فشل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في توسيع صفوفها لتشمل كافة الفصائل والحركات السياسية الفلسطينية المهمة، خاصة حماس والجهاد الإسلامي.
وشدد على أنه من الضروري أن تعلم جميع الأطراف المعنية أن السلطة الفلسطينية لن تتمكن من السيطرة على المنطقتين ما لم يتم توحيد الكيان السياسي الفلسطيني أولا.
ويجب أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية أكثر شمولا، ويجب على السلطة الفلسطينية أن تحكم من خلال حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة، وفقا لأحكام قانونها الأساسي وبدعم من إجماع وطني واسع.
وختم بالقول إن عدم القيام بذلك سيجعل قطاع غزة يعيش لعقود من الزمن في “أكبر مخيم مفتوح في العالم”.