مرة أخرى، عادت قضية اللاجئين السودانيين في مصر إلى واجهة التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، وقبل أيام نشرت مواقع مصرية محلية خبراً مفاده أن الأجهزة الأمنية في مديرية الأمن الصينية ضبطت 7 حافلات تقل لاجئين سودانيين دخلوا البلاد. مصر بطريقة غير شرعية، ولعدم وجود شهادات إقامة رسمية، تم اتخاذ القرار إلى الجهات المختصة بترحيلهم عبر حدود محافظة أسوان.
وبعد هذه العملية، نشرت منظمة العفو الدولية -اليوم الأربعاء- تقريرا تدعو فيه السلطات المصرية إلى الوقف الفوري للاعتقالات التي وصفتها بالتعسفية، والترحيل غير القانوني للاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر بحثا عن ملاذ آمن من الصراع الدائر في السودان.
يسلط تقرير جديد بعنوان “لقد قيدونا مثل المجرمين الخطرين” الضوء على حملة الاعتقالات التعسفية الجماعية والترحيل غير القانوني التي تشنها السلطات المصرية للاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر بحثًا عن ملاذ آمن من الصراع الدائر في السودان.
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) 19 يونيو 2024
ومع نشر تقرير منظمة العفو الدولية، سادت حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي المصرية والسودانية، فهناك من أيد قرار الجهات المعنية بترحيل اللاجئين المخالفين للأوضاع المعيشية في مصر، ومن وصف قرار الترحيل اللاجئون السودانيون ظالمون، خاصة وأن بلادهم تشهد حربا شرسة بين.. الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ عامين.
وبالإشارة إلى تقرير منظمة العفو الدولية، طرح مصري سؤالا قال فيه “العفو تطالب مصر بعدم ترحيل اللاجئين السودانيين إلى الخارج، وماذا لو ارتكب اللاجئ مخالفات قانونية جسيمة، وما هي الإجراءات المتخذة ضده، وكيف يمكن هل يفعلون ذلك هل السلطات مسؤولة عن مرتكبي الجرائم في البلد المضيف؟”.
ورأى آخرون أن منظمة العفو الدولية تبث دائما تقارير مغرضة ضد القاهرة، بهدف الضغط عليها، متجاهلين أن مصر تستضيف ملايين اللاجئين من عدة دول عربية ويعاملون باحترام وتقدير، مشيرين إلى أن القاهرة استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين. اللاجئين. اللاجئون السودانيون منذ اندلاع الحرب في بلادهم.
كانت هذه المنظمة معادية لمصر طوال حياتها، وكان لها الحق في منع أي شخص من التسلل إلى حدودها، ورغم ذلك تستضيف مصر 15 مليونًا من دول الجوار، على عكس إثيوبيا التي وضعت اللاجئين السودانيين في الغابة. بحراسة مشددة، ونفهم تشاد إلى الصحراء دون أي إذن لمقومات صالحة لحياة الإنسان
– جمال محمود (@Jamalmahmoud3) 19 يونيو 2024
في المقابل، رأى بعض المصريين أن “طرد الإخوة السودانيين” -على حد وصفهم- خطأ كبير، خاصة أنهم لجأوا إلى مصر هربا من الحرب، وحفاظا على حياتهم وحياة أسرهم. وذكروا أنهم كانوا يخاطرون بحياتهم أثناء رحلة اللجوء للوصول إلى مكان آمن في مصر، وإذا فعلوا ذلك… فسيتم إعادتهم إلى مصير مجهول.
الشعب السوداني شعب طيب وشرفاء جداً بالمناسبة، فماذا يمكن أن يفعلوا بظروفهم هكذا رغماً عنهم، حسبنا الله ونعم الوكيل.
– ماجي (@magy33755) 19 يونيو 2024
وطالب مدونون مصريون السلطات المصرية بالسماح لها باستضافة اللاجئين السودانيين في منازلهم مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والمادية ضدهم.
أما الصحفي المصري خالد محمود فقال -في تدوينة على مدونته على منصة إكس- “على الحكومة المصرية أن توضح للرأي العام المصري والسوداني حقيقة ما يحدث للأخوة السودانيين اللاجئين في مصر الذين فروا وإذا كان التقرير يتضمن أكاذيب فيجب دحضها والرد عليها في أسرع وقت ممكن”.
يجب علي #الحكومة المصرية أن نوضح للرأي العام المصري والسوداني حقيقة ما يحدث للأخوة السودانيين اللاجئين في مصر هربا من الحرب الدامية في مصر. #السودان
وإذا كان البلاغ يحتوي على أكاذيب، فيجب تفنيدها والرد عليها في أسرع وقت ممكن.
إن أزمة السودان مقلقة ومؤسفة وتؤثر على أمننا القومي– خالد محمود (@khaled mahmoued1) 19 يونيو 2024
في المقابل، أشار بعض السودانيين إلى طرد اللاجئين ووصفوه بالظلم، خاصة وأنهم يتلقون مساعدات من المنظمات الدولية ويشاركون في دفع العجلة الاقتصادية في مصر.
ووجه السودانيون رسالة إلى من وصفوهم بالأخوة في مصر، وقال أحدهم على منصة اللاجئين السودانيين في مصر: “إلى إخواننا وأخواتنا المصريين، الأمر كله مسألة وقت، مرور، وعسر. يا رب لن يكتب هذا لأحد، لقد فقدنا بيوتنا وراحتنا وتشريدنا.
ويواصل السوداني رسالته قائلا “الجار أصبح غريبا والقريب بعيد وسمينا لاجئين أنتم جيراننا وضايقناكم برزقكم ولكن كان الأمر صعبا وكل منا سنواصل طريقنا إذا كتب الله لنا الحياة، وستبقى الذكرى الطيبة فينا”.
وفي وقت سابق، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة للجزيرة نت إن عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة في مصر يشكل 57% من إجمالي عدد اللاجئين من جميع الجنسيات، بما في ذلك أولئك الذين كانوا في مصر قبل القتال في السودان اندلعت.
مصدر : الجزيرة + وكالات + الشبكات الاجتماعية