ويتعرض الفلسطينيون لأنواع عديدة من التعذيب على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تقوم ببتر بعضهم وإجراء عمليات جراحية للآخرين دون تخديرهم، أثناء وجودهم في مراكز الاعتقال.

وقال أحد المسنين -بعد إطلاق سراحه- إنه أمضى 60 يوما مكبلا ومعصوب العينين، فيما قال آخر -في تقرير للجزيرة- إن قوات الاحتلال قتلت شقيقه أمام عينيه ثم اعتقلته.

وبحسب التقرير الذي أعدته نسييفا موسى، فإن الرجل لا يزال في حالة صدمة بسبب ما عاشه على يد الاحتلال، لدرجة أنه لم يعد قادرا على التحدث مع الآخرين.

وأظهر التقرير أنه تم إطلاق سراح بعض السجناء بأطراف مفقودة – مثل الأسير أكرم كلاب – أو كانت أجسادهم مغطاة بجروح عميقة نتيجة احتجازهم لفترات طويلة.

غوانتانامو الجديد

ويعيد السجن السري سدي تامان – المرتبط بالقيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي في النقب – إلى الأذهان بعض القصص التي يرويها معتقلون سابقون عن مركز الاعتقال الأمريكي سيئ السمعة في خليج غوانتانامو.

وفي تقرير أرسله إلى وزير الدفاع يوآف غالانت والنائب العام، قال أحد الأطباء العاملين في السجن إن عملية بتر أطراف المعتقلين الفلسطينيين “أصبحت روتينية بسبب تقييدهم لفترات طويلة”.

وبحسب ما نشرته صحيفة “هآرتس”، أكد الطبيب أن المعتقلين لا يتم إطعامهم إلا عبر أنبوب، ويقضون حاجتهم بالحفاضات.

ووثقت شبكة CNN الأمريكية الانتهاكات التي ارتكبت بحق المعتقلين في سدي تيمان، وتحدثت عن رجال يقفون في صفوف يرتدون ملابس رياضية رمادية ويجلسون على مراتب ورقية رقيقة محاطة بسياج من الأسلاك الشائكة.

وذكرت الشبكة الأمريكية أنه يبدو أن جميع المعتقلين معصوبي الأعين ورؤوسهم معلقة بشدة تحت وهج الأضواء، وأن رائحة كريهة تملأ الهواء، وتمتلئ الغرفة بأصوات الرجال الذين يتألمون ويبكون.

ويظهر في مقطع فيديو أحد الشباب يتحدث عن منع والد مريض السكري من دخول الحمام، مؤكدا أنهم لا يشربون الماء إلا كل 5 أيام.

وكشفت “هآرتس” أيضًا أن الجيش الإسرائيلي يحقق في مقتل 36 شخصًا في معتقل سدي تامان ووفاة اثنين من المعتقلين الذين توفوا وهم في طريقهم إلى مركز الاحتجاز.

وكان الدكتور إياد الرنتيسي، رئيس قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان، آخر من تم الكشف عن أسماء شهدائهم داخل سجن شكما – حيث يجري الشاباك استجوابات للمعتقلين – بعد 6 أيام من اعتقاله في نوفمبر الماضي.

ويعتبر الرنتيسي ثاني طبيب من قطاع غزة يتم إعلان وفاته في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، بعد رئيس قسم الجراحة في مستشفى الشفاء الدكتور عدنان البرش.

وقال الأسير المحرر علم حجازي، والذي قضى أكثر من 200 يوم في الاعتقال، إن قوات الاحتلال “اختطفته أثناء تواجده مع عائلته في الممر الآمن بمدينة غزة”، وأنه مكث 18 يومًا في حقل التمان.

وأضاف حجازي، الذي يعمل باحثاً في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال جردته من ملابسه بالكامل وعذبته للحصول على معلومات عن المقاومة.

ووصف الأوضاع داخل سد تيمان بأنها صعبة للغاية، حيث يبقى المعتقلون على ركبهم طوال اليوم تقريباً و”يحصلون على الماء عن طريق التقطير”، على حد تعبيره.

وعن طبيعة التحقيق، قال حجازي إنهم يحاولون الحصول على معلومات عن عناصر المقاومة أو الأسرى الإسرائيليين، وأكد أن سدي تامان هو مركز تحقيق للمخابرات الإسرائيلية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version