هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، أقصى اليمين واليسار، ودافع من جديد عن قراره حل الجمعية الوطنية (البرلمان)، قبل 9 أيام من الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة التي يتقدم فيها اليمين المتطرف في نوايا التصويت، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”. لاستطلاعات الرأي العام.
وقال ماكرون -أمام جمهور تجمع في قاعة الشرف بقصر الإليزيه في المهرجان الموسيقي السنوي- “في 9 يونيو/حزيران اتخذت قرارا خطيرا للغاية.. أستطيع أن أقول لكم إنه كلفني غاليا”. . ، “ليس عليك أن تكون خائفًا جدًا.”
وذكّر ماكرون بنتائج اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية التي كانت وراء قراره، عندما حصل حزب الجمعية الوطنية وحزب الاسترداد معا على 40% من الأصوات. كما أشار إلى أن اليسار الراديكالي يتواجد في صفوف الجبهة الشعبية الجديدة.
وبحسب قوله فإن “هناك تطرفا لا يمكن السماح له بالمرور. يجب أن نتحمل المسؤولية الآن”، الأمر الذي أثار تصفيق الحضور.
تصريحات لوبان
وتأتي تصريحات ماكرون بعد ساعات من تصريحات زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، التي رأت فيها أن ماكرون لن يكون أمامه خيار سوى “الاستقالة من أجل الخروج المحتمل من أزمة سياسية” نتجت عن قراره. مؤكداً أن «هذا استنتاج وليس طلباً».
وقالت لوبان أثناء قيامها بجولة في منطقة با دو كاليه في إطار حملتها الانتخابية: “أنا لا أدعو إيمانويل ماكرون إلى الاستقالة. أنا أحترم المؤسسات”. لكنها قالت “عندما يكون هناك جمود سياسي، وعندما تكون هناك أزمة سياسية، هناك ثلاثة خيارات: تعديل (وزاري) أو حل البرلمان أو الاستقالة”.
وأضافت أن التعديل الوزاري لا يبدو لي مفيداً جداً في هذه الظروف، كما أن حل البرلمان حدث هذا العام، وبالتالي لن يكون أمام الرئيس سوى الاستقالة للخروج من الأزمة السياسية.
وأشارت لوبان إلى أن ماكرون “سيفعل بالضبط ما يريده وما يمنحه الدستور حرية القيام به”.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي العام -نشر أمس الجمعة- أن الجمعية الوطنية بزعامة لوبان ستحصل على 250 إلى 300 مقعدا من أصل 577 مقعدا في الجمعية الوطنية.
وأكد ماكرون الأسبوع الماضي أنه لا ينوي الاستقالة، وستجرى نتائج الانتخابات التشريعية على جولتين يومي 30 يونيو و7 يوليو.
ومن المتوقع بحسب استطلاع للرأي العام أجراه معهد أودوكسا لصالح مجلة لو نوفيل أوبس الفرنسية ونشرت نتائجه الجمعة، أن تصوت الجمعية الوطنية المتحالفة مع رئيس الحزب الجمهوري إريك سيوتي يفوز. بين 250 و300 مقعدا في البرلمان المقبل، وهو ما قد يمنحه الأغلبية، إذ يصل إلى الأغلبية المطلقة البالغة 289 مقعدا.
أحد الخيارات المطروحة بعد الانتخابات هو التعايش مع حكومة من الجمعية الوطنية بقيادة مارين لوبان، أو مع حكومة ائتلافية تجمع قوى إضافية حول الكتلة الرئاسية.
جدير بالذكر أن ماكرون دعا مطلع الشهر الجاري إلى إجراء انتخابات مبكرة على جولتين بعد خسارة ائتلافه المركزي أمام حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي.