13/07/2024–|آخر تحديث: 13/07/202421:55 (ساعة مكة)
لا أحد يحب الحرب، وهذا أمر يوافق عليه الغالبية العظمى من الناس، لكن الحقيقة هي أن الحروب والصراعات قديمة قدم وجود الإنسان نفسه على الأرض.
فالحرب إذن هي قاعدة عالمية، أو ربما شر لا بد منه إن جاز التعبير، ولذلك يسعى الإنسان مع تقدم رحلته الدينية والأخلاقية والثقافية إلى وضع قواعد لهذه الحروب، ربما للتحكم في وتيرتها، لتقليل نطاقها. . والحد من آثارها.
وفي الماضي لم تكن هذه القواعد إلا عادات وتقاليد تصم من يلحق الأذى بالمواطنين والأطفال والنساء ودور العبادة ونحو ذلك من كبار السن والنساء والأطفال، واعتبار دور العبادة.
ومع انتشار الحروب خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وبشكل رئيسي في أوروبا، بدأ البحث عن وسائل الحد من الحروب والحد من آثارها، وبدأت القواعد المقبولة تدريجياً تتحول إلى نوع من القواعد القانونية التي تطورت فيما بعد إلى ما يعرف. وفقا للقانون الدولي.
ولم يخلو الأمر قط من تجاوزات لهذه القواعد، رغم خطاب السياسيين وحتى العسكريين بضرورة احترامها، حتى جاءت دولة الاحتلال الإسرائيلي التي أقيمت على أرض فلسطين ابتداء من عام 1948، لتضرب أسوأ مثال على خرق القوانين. . والعادات وارتكاب جرائم حرب.
احتلال أراضي الغير كانت الجريمة التي مثلت العنوان، وتندرج تحتها عشرات الجرائم والمجازر التي ارتكبت خلال حرب 1948، والتي تأثرت بالقتل العشوائي للمدنيين فضلا عن قتل أسرى الحرب. .
بحر من الأبقار
وفي حرب 1967، اتسع نطاق جرائم جيش الاحتلال، إذ قُتل جنود مصريون بعد أسرهم، كما قُتل آخرون رغم إعلان استسلامهم. وبعد ثلاث سنوات، سجل التاريخ فصلاً أسود جديداً عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية بحر البحر. بيت صفر بمحافظة الشرقية شمالي مصر، مما أدى إلى وفاة 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين.
وفي العقدين الأخيرين كان لقطاع غزة النصيب الأكبر من الانتهاكات الإسرائيلية، فرغم أنها سحبت قواتها من القطاع عام 2005، إلا أنها حرصت دائما على محاصرته وممارسة العقاب الجماعي ضد سكانه.
لكن الحرب الأخيرة والمستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي شهدت استمرار إسرائيل في انتهاك القوانين والأعراف، وهو ما أكدته المنظمات الحقوقية الدولية، ناهيك عن ما يقوله الوضع على الأرض، وسنحاول أن ألخصها في النقاط التالية:
فيما يتعلق بآخر التطورات:
- وحتى اليوم السبت 13 يوليو 2024، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة 38443 شهيدًا، بحسب بيانات وزارة الصحة بغزة، بالإضافة إلى 88481 جريحًا.
- جدير بالذكر أن أغلب الشهداء كانوا من الأطفال والنساء، حيث بلغ عددهم 16054 و10700 على التوالي.
- وسقط آخر الضحايا في مجزرتين نفذهما الاحتلال، استهدفت الأولى خيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، رغم أن المنطقة تصنف من قبل إسرائيل منطقة آمنة، و الثانية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
- وامتد العدوان على مخيم الشاطئ اليوم إلى دور العبادة، حيث استشهد 17 فلسطينيا وأصيب آخرون إثر غارة استهدفت قاعة صلاة صغيرة بنيت على أنقاض المسجد الأبيض الذي دمرته إسرائيل في وقت سابق.
تسعة أشهر من العدوان
- وكان الهجوم على دور العبادة سمة مميزة لهذه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث تظهر بيانات المكتب الإعلامي الحكومي التي نشرت أمس الجمعة، أن عدد المساجد التي دمرت بالكامل خلال الاحتلال بلغ 609 مساجد، بالإضافة إلى إلى 609. 211 مسجداً دمرت جزئياً، و3 كنائس تضررت ودمرت.
- وكانت المدارس والجامعات أيضًا هدفًا منتظمًا للاحتلال الإسرائيلي، حيث تم تدمير 115 مدرسة وجامعة بشكل كامل و328 بشكل جزئي.
- قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لاتزيريني قبل ثلاثة أيام إن ثلث مدارس الوكالة في قطاع غزة تعرضت للقصف، وإن المدارس في غزة أصبحت أماكن. من المعاناة والموت.
- ولم تسلم المستشفيات من الهجمات الإسرائيلية، بل كانت أهدافا أيضا، ما أدى إلى إخراج 34 مستشفى و66 مركزا صحيا من الخدمة، فيما بلغ عدد المؤسسات الصحية المتضررة 161 مؤسسة، كما تم استهداف 131 سيارة إسعاف.
- وفي المجال الصحي أيضاً، بلغ عدد ضحايا الطواقم الطبية 500 ضحية، إضافة إلى 75 ضحية من فرق الدفاع المدني، و310 موقوفين من الكوادر الصحية.
- والحرمان من العلاج كان أيضا أحد مظاهر العدوان الإسرائيلي، حيث تشير البيانات إلى أن هناك 12 ألف جريح يحتاجون للسفر إلى الخارج للعلاج، فضلا عن 10 آلاف مريض بالسرطان و3000 يعانون من أمراض أخرى ويحتاجون للعلاج في الخارج، إلا أن الاحتلال يمنعهم من القيام بذلك.
- وكانت مراكز إيواء النازحين من بين الأهداف التي امتدت إليها يد العدوان الإسرائيلي رغم كل الأعراف والقوانين، إذ تم استهداف 159 من هذه المراكز رغم علم الاحتلال بأنها مناطق يمكن أن يمر منها الناس.
موجهة للاتصالات
- وكما تم استهداف القطاعين الطبي والتعليمي ومراكز الإيواء، كان الصحفيون ورواة الحقيقة هدفا آخر للعدوان الإسرائيلي، حيث ارتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا إلى 158، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي الصادرة أمس.
- وحذرت الوزارة ومنظمات حقوقية أكثر من مرة من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية الحرب على غزة، يتعمد استهداف الصحفيين الفلسطينيين لمنعه من نقل “الجرائم” التي يرتكبها في غزة.
- وتظهر البيانات والإحصائيات الصادرة عن اللجنة الدولية لحماية الصحفيين (منظمة غير حكومية مقرها نيويورك) أن الحرب في غزة أصبحت “الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين” منذ أن بدأت اللجنة تسجيل عمليات قتل الصحفيين في جميع أنحاء العالم عام 1992.
- وكان المركز الدولي للصحفيين (منظمة غير حكومية مقرها واشنطن) أعلن في فبراير الماضي أن الحرب في غزة شهدت أعلى مستويات العنف ضد الصحفيين منذ 30 عاما، وطالب إسرائيل بوقف قتل الصحفيين والتحقيق في قضاياهم. القتل على يد قواتها.
- وإلى جانب الصحفيين المعذبين، اعتقل الاحتلال الإسرائيلي 23 صحفيا.
المباني والمرافق
- 150 ألف وحدة سكنية دمرت بشكل كامل خلال الاحتلال، بالإضافة إلى 200 ألف وحدة سكنية دمرت جزئيا ولم تعد صالحة للسكن.
- ودمر الاحتلال 197 مقراً حكومياً
- 206 آلاف موقع أثري وتراثي دمره الاحتلال
- تم تدمير 3030 كيلومترًا من شبكات الكهرباء بشكل كامل أثناء الاحتلال